ثمة حقيقة علمية و طبية راسخة تقول إن الخلايا العصبية الناضجة لا تترمم . الأمر الذي يمنع علاج الكثير من الأمراض و الأذيات العصبية المستعصية ، فهل تصبح تلك الحقيقة من الماضي ؟ و هل تفتح للمصابين بتلك الأمراض و الأذيات أبواباً جديدة من الأمل ؟
يبدو أن مجموعة من العلماء في جامعة ولاية بنسلفانيا الأمريكية، قد توصلوا أخيراً إلى اكتشاف يمكن أن يساهم في قلب تلك الصورة السلبية و تعديلها بشكل إيجابي . و خلاصة الإكتشاف الجديد هي أن الخلايا العصبية المتخصصة ، أو ما يسمى العصبونات - Neurons لدى ذبابة الفاكهة ، تستطيع إعادة بناء نفسها بعد إصابتها بأذية ما ، و هذا الأمر يبشر بإمكانية الإستفادة منه من أجل تحسين أساليب معالجة المصابين بأذيات عصبية مرضية أو بأمراض عصبية تنكسية ، و يمنح أولئك المصابين و ذويهم جرعة إضافية من الأمل .
و اعترف الباحثون بأن القدرة الواضحة لعصبونات ذبابة الفاكهة المتأذية على تجديد و إعادة برمجة نفسها ، قد فاجأتهم كثيراً من ناحيتين إثنتين :
1- العصبونات حالما تتشكل ، فإنها تبقى بشكل طبيعي ثابتة و مستقرة نسبياً .
2- الجزء المتأذي من العصبون يستبدل بجزء من الخلية نفسها مختلف عنه بنيوياً و وظيفياً .
و كان أولئك العلماء قد قاموا بتجربة على نوع من ذبابة الفاكهة هو دروسوفيلا The Drosophila Melan ، حيث أحدثوا -تجريبياً- أذية على عصبون في دماغها ، متسخدمين الليزر لقطع المحور العصبي Axone كاملاً . و المحور العصبي هو الجزء الرفيع الطويل الذي يرسل الإشارات من العصبون إلى خلايا الدماغ الأخرى .
لكن العلماء فوجئوا بأن الإستطالات العصبية Dentrites ، وهي الأجزاء من العصبون التي تستقبل الإشارات من الخلايا الأخرى في الدماغ ، و تأخد شكل نجمة ، قد قامت بإعادة خلط البنى الداخلية الداعمة ، أو الهياكل الخلوية . و في النهاية قامت واحدة من تلك الاستطالات بتحويل استقطابها ، و تطورت إلى بديل دائم للمحور العصبي المتأذي .
و أخيراً شدد الباحثون على أن أمامهم المزيد من العمل و البحث و التجريب، و أول مهمة ملحة بالنسبة لهم في المستقبل هي اكتشاف الآليات الدقيقة التي تتحكم بإعادة بناء الاستطالة و برمجتها ذاتياً ، على أمل الوصول مستقبلاً إلى طريقة الاستفادة العملية من هذا الإكتشاف في المجال الطبي العلاجي و تحسين صحة الإنسان .
المصدر : العربي العلمي ، العدد الحادي و العشرون - سبتمبر 2013 م - شوال 1434 هـ
و اعترف الباحثون بأن القدرة الواضحة لعصبونات ذبابة الفاكهة المتأذية على تجديد و إعادة برمجة نفسها ، قد فاجأتهم كثيراً من ناحيتين إثنتين :
1- العصبونات حالما تتشكل ، فإنها تبقى بشكل طبيعي ثابتة و مستقرة نسبياً .
2- الجزء المتأذي من العصبون يستبدل بجزء من الخلية نفسها مختلف عنه بنيوياً و وظيفياً .
و كان أولئك العلماء قد قاموا بتجربة على نوع من ذبابة الفاكهة هو دروسوفيلا The Drosophila Melan ، حيث أحدثوا -تجريبياً- أذية على عصبون في دماغها ، متسخدمين الليزر لقطع المحور العصبي Axone كاملاً . و المحور العصبي هو الجزء الرفيع الطويل الذي يرسل الإشارات من العصبون إلى خلايا الدماغ الأخرى .
لكن العلماء فوجئوا بأن الإستطالات العصبية Dentrites ، وهي الأجزاء من العصبون التي تستقبل الإشارات من الخلايا الأخرى في الدماغ ، و تأخد شكل نجمة ، قد قامت بإعادة خلط البنى الداخلية الداعمة ، أو الهياكل الخلوية . و في النهاية قامت واحدة من تلك الاستطالات بتحويل استقطابها ، و تطورت إلى بديل دائم للمحور العصبي المتأذي .
و أخيراً شدد الباحثون على أن أمامهم المزيد من العمل و البحث و التجريب، و أول مهمة ملحة بالنسبة لهم في المستقبل هي اكتشاف الآليات الدقيقة التي تتحكم بإعادة بناء الاستطالة و برمجتها ذاتياً ، على أمل الوصول مستقبلاً إلى طريقة الاستفادة العملية من هذا الإكتشاف في المجال الطبي العلاجي و تحسين صحة الإنسان .
المصدر : العربي العلمي ، العدد الحادي و العشرون - سبتمبر 2013 م - شوال 1434 هـ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق